سخن علمای اهل سنت بر اینکه منظور از آیه تطهیر خمسه طیبه اند نه زنان ایشان
پنجشنبه, ۳ مهر ۱۳۹۳، ۰۹:۳۶ ق.ظ
این سخنان را أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري الوفاة: 427 هـ در تفسیر خود الكشف والبيان (تفسير الثعلبي ) ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - 1422هـ ، الطبعة الأولى ، تحقيق : الإمام أبي محمد بن عاشور ، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي، ج 8 ص 36 الی 44 ذیل آیه تطهیر جمع آوری کرده است.
أقوال المفسِّرين والعلماء باختصاصها بأصحاب الكساء
قال أبو بكر النقّاش في تفسيره : أجمع أكثر أهل التّفسير أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ( جواهر العقدين : 198 الباب الأول ، وتفسير آية المودّة : 112 ) .
وقال سيدي محمّد بن أحمد بنيس في شرح همزيّة البوصيري : ( إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ) أكثر المفسِّرين أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسنين رضي الله عنهم ( لوامع أنوار الكوكب الدرّي : 2 86 ) .
وقال العلاّمة سيدي محمّد جسوس في شرح الشمائل : ( . . . ثمّ جاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معهم ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليّ فأدخله ثمّ قال : ( إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ) ) وفي ذلك إشارة إلى أنّهم المراد بأهل البيت في الآية ) ( شرح الشمائل المحمدية : 1 107 ذيل باب ما جاء في لباس رسول الله ) .
وقال السمهودي : وقالت فرقة ، منهم الكلبيّ : هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين خاصّة ، للأحاديث المتقدمة ( جواهر العقدين : 198 الباب الأول ) .
وقال الطّحاوي في مشكل الآثار بعد ذكر أحاديث الكساء : فدلّ ما روينا في هذه الآثار ممّا كان من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أمّ سلمة ممّا ذكرنا فيها ، لم يرد أنّها كانت
--------------- صفحة رقم 37 --------------
ممّا اريد به ممّا في الآية المتلوّة في هذا الباب ، وأنّ المراد بما فيها هم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين دون ما سواهم ( مشكل الآثار : 1 230 ح 782 باب 106 ما روي عن النبيّ في الآية ) .
وقال بعد ذكر أحاديث تلاوة النبيّ e الآية على باب فاطمة : في هذا أيضاً دليل على أنّ هذه فيهم ( مشكل الآثار : 1 231 ح 785 باب 106 ما روي عن النبيّ في الآية ) .
وقال الفخر الرازي : وأنا أقول : آل محمّد e هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكلّ من كان أمرهم إليه أشدّ وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شكّ أنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول الله e أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنّقل المتواتر ؛ فوجب أن يكونوا هم الآل .
أيضاً اختلف النّاس في الآل ، فقيل : هم الأقارب ، وقيل : هم امّته ، فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمّة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ؛ فثبت أنّ على جميع التقديرات هم الآل ، وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل ؟
فمختلف فيه ، وروى صاحب الكشاف أنّه لمّا نزلت هذه الآية ( المودّة ) قيل : يا رسول الله e ؛ مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟
فقال e : ( عليّ وفاطمة وابناهما ) ، فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبيّ e ؛ وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التّعظيم ويدلّ عليه وجوه . . ) الخ ( تفسير الفخر الرازي : 27 166 مورد آية المودّة من سورة الشورى ) .
وقال في موضع آخر : واختلفت الأقوال في أهل البيت ، والأولى أن يقال : هم أولاده وأزواجه والحسن والحسين منهم وعليّ منهم ؛ لأنّه كان من أهل بيته بسبب معاشرته بنت النبيّ وملازمته للنبيّ e ( تفسير الفخر الرازي : 25 209 ) .
وقال أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي : ( والذي قال به الجماهير من العلماء ، وقطع به أكابر الأئمّة ، وقامت به البراهين وتظافرت به الأدلّة أنّ أهل البيت المرادين في الآية هم سيّدنا عليّ وفاطمة وابناهما . . . وما كان تخصيصهم بذلك منه صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ عن أمر إلهيّ ووحي سماويّ . . . والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وبما أوردته منها يعلم قطعاً أنّ المراد بأهل البيت في الآية هم عليّ وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم ، ولا التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أنّ تخصيص الخمسة المذكورين عليهم السلام بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة ، لأنّ ذلك محض تهوّر يقتضي بالعجب ، وبما سبق من الأحاديث وما في كتب أهل السنّة السنيّة يسفر الصبح لذي عينين إلى أن يقول وقد أجمعت الأُمّة على ذلك فلا حاجة
--------------- صفحة رقم 38 --------------
لإطالة الاستدلال له ) ( رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبيّ الهادي : 13 14 16 ط . مصر و 23 و 40 ط . بيروت الباب الأول ذكر تفضيلهم بما أنزل الله في حقّهم من الآيات ) .
وقال ابن حجر : ) إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِرَكُمْ تَطْهِيْرَا ( ( الأحزاب : 33 ) أكثر المفسّرين على أنها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( الصواعق المحرقة : 143 ط . مصر ، وط . بيروت : 220 الباب الحادي عشر ، في الآيات الواردة فيهم ، الآية الاولى ) .
وقال في موضع آخر بعد تصحيح الصلاة على الآل : . . فالمراد بأهل البيت فيها وفي كلّ ما جاء في فضلهم أو فضل الآل أو ذوي القربى جميع آله e وهم مؤمنو بني هاشم والمطّلب ، وبه يعلم أنّه e قال ذلك كلّه ( مراده الروايات التي حذفت الآل كما في الصحيحين ، والروايات التي اثبتت الآل ) فحفظ بعض الرواة مالم يحفظه الآخر ، ثمّ عَطْف الأزواج والذرّيّة على الآل في كثير من الروايات يقتضي أنّهما ليسا من الآل ، وهو واضح في الأزواج بناءً على الأصحّ في الآل أنّهم مؤمنو بني هاشم والمطّلب ، وأمّا الذرّيّة فمن الآل على سائر الأقوال ، فذكرهم بعد الآل للإشارة إلى عظيم شرفهم ( الصواعق المحرقة : 146 ط . مصر و 224 225 ط . بيروت ، باب 11 ، الآيات النازلة فيهم الآية الثانية ) .
وقال النووي في شرح صحيح مسلم : وأمّا قوله في الرواية الاخرى : ( نساؤه مِن أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) .
قال : وفي الرواية الاخرى : ( فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ) .
فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنّه قال : ( نساؤه لسن من أهل بيته ) ، فَتُتَأول الرواية الاولى على أنّ المراد أنهنّ من أهل بيته الذين يسكنونه ويعولهم . . . ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة ( صحيح مسلم بشرح النووي : 15 175 ح 6175 كتاب الفضائل فضائل عليّ ) .
وقال السمهودي : وحكى النووي في شرح المهذّب وجهاً آخر لأصحابنا : أنّهم عترته الذين ينسبون إليه e قال : وهم أولاد فاطمة ونسلهم أبداً ، حكاه الأزهري وآخرون عنه . انتهى .
وحكاه بعضهم بزيادة أدخل الأزواج ( جواهر العقدين : 211 الباب الأول ، وبهامشه : شرح المهذب : 3 448 ) .
وقال الإمام مجد الدين الفيروز آبادي : المسألة العاشرة : هل يدخل في مثل هذا الخطاب ( الصلاة على النبيّ ) النّساء ؟ ذهب جمهور الأُصوليين أنّهنّ لا يدخلن ، ونصّ عليه
--------------- صفحة رقم 39 --------------
الشافعي ، وانتُقد عليه ، وخطىء المنتقد ( الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر : 32 الباب الأول ) .
وقال الملاّ عليّ القاري : الأصحّ أنّ فضل أبنائهم على ترتيب فضل آبائهم إلاّ أولاد فاطمة رضي الله تعالى عنها فإنّهم يفضّلون على أولاد أبي بكر وعمر وعثمان ؛ لقربهم من رسول الله e ؛ فهم العترة الطاهرة والذرّيّة الطيّبة الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ( شرح كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة : 210 مسألة في تفضيل أولاد الصحابة ) .
وقال السمهودي بعد ذكر الأحاديث في إقامة النبيّ آله مقام نفسه وذكر آية المباهلة وأنّها فيهم : وهؤلاء هم أهل الكساء ، فهم المراد من الآيتين ( المباهلة والتطهير ) ( جواهر العقدين : 204 الباب الأول ) .
وقال الحمزاوي : واستدلّ القائل على عدم العموم بما روي من طرق صحيحة : ( أنّ رسول الله e جاء ومعه عليّ وفاطمة والحسن والحسين . . ) وذكر أحاديث الكساء ، إلى أن قال : ويحتمل أنّ التّخصيص بالكساء لهؤلاء الأربع لأمر إلهيّ يدلّ له حديث أمّ سلمة ، قالت : ( فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي ) ( مشارق الأنوار للحمزاوي : 113 الفصل الخامس من الباب الثالث فضل أهل البيت ) .
وقال القسطلاني : ان الراجح أنّهم من حرمت عليهم الصدقة ، كما نص عليه الشافعي واختاره الجمهور ويؤيده قوله صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن عليّ : إنّا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة ، وقيل المراد بآل محمّد أزواجه وذرّيّته .
ثمّ ذكر بعد ذلك كلام ابن عطيّة فقال : الجمهور على أنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين وحجتهم ( عنكم ويطهِّركم ) بالميم ( المواهب اللدنية : 2 517 529 الفصل الثاني من المقصد السابع ) .
وقال أبو منصور ابن عساكر الشافعي : بعد ذكر قول أُمّ سلمة : ( وأهل البيت رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ) هذا حديث صحيح . . . والآية نزلت خاصّة في هؤلاء المذكورين ( كتاب الأربعين في مناقب أمّهات المؤمنين : 106 ح 36 ذكر ما ورد في فضلهنّ جميعاً ) .
وقال ابن بلبان ( المتوفى 739 ه ) في ترتيب صحيح ابن حبّان : ذكر الخبر المصرّح بأنّ هؤلاء الأربع الذين تقدّم ذكرنا لهم هم أهل بيت المصطفى e ثمّ ذكر حديث نزول الآية فيهم عن واثلة ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : 9 61 ح 6937 كتاب المناقب ، ويأتي الحديث بتمامه ) .
--------------- صفحة رقم 40 --------------
وقال ابن الصبّاغ من فصوله : أهل البيت على ما ذكر المفسِّرون في تفسير آية المباهلة ، وعلى ما روي عن أُمّ سلمة : هم النبيّ e وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ( مقدّمة المؤلف : 22 ) .
وقال الحاكم النيشابوري بعد حديث الكساء والصلاة على الآل وأنّه فيهم : إنّما خرّجته ليعلم المستفيد أنّ أهل البيت والآل جميعاً هم ( المستدرك : 3 148 كتاب المعرفة ذكر مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) ) .
وقال الحافظ الكنجي : الصحيح أنّ أهل البيت عليّ وفاطمة والحسنان ( كفاية الطالب : 54 الباب الأول ) .
وقال القندوزي في ينابيعه : أكثر المفسِّرين على أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم ويطهِّركم ( ينابيع المودّة : 1 294 ط . اسلامبول 1301 ه و 352 ط . النجف ، باب 59 الفصل الرابع ) .
وقال محبّ الدّين الطبري : باب في بيان أنّ فاطمة والحسن والحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالى : ) إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ( وتجليله e إيّاهم بكساء ودعائه لهم ( ذخائر العقبى : 21 ) .
وقال السخاوي في القول البديع في بيان صيغة الصلاة في التشهّد : فالمرجع أنّهم من حرمت عليهم الصدقة ، وذكر أنّه اختيار الجمهور ونصّ الشافعي ، وأنّ مذهب أحمد أنّهم أهل البيت ، وقيل : المراد أزواجه وذرّيّته . . . ( عن هامش الصواعق المحرقة لعبد الوهاب عبد اللطيف : 146 ط . مصر 1385 ه ) .
وقال القاسمي : ولكن هل أزواجه من أهل بيته ؟ على قولين هما روايتان عن أحمد : أحدهما أنّهنّ لسن من أهل البيت ، ويروى هذا عن زيد بن أرقم ( تفسير القاسمي المسمّى محاسن التأويل : 13 4854 مورد الآية ط . مصر عيسى الحلبي ) .
وقال الآلوسي : وأنت تعلم أنّ ظاهر ما صحّ من قوله e : ( إنّي تارك فيكم خليفتين وفي رواية ثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ) . يقتضي أنّ النّساء المطهَّرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثّقلين ( تفسير روح المعاني : 12 24 مورد الآية ) .
وقال الشاعر الحسن بن عليّ بن جابر الهبل في ديوانه : آل النّبيّ همُ أتباع ملّته من مؤمني رهطه الأدنون في النّسبِهذا مقال ابن إدريس الذي روت ال أعلام عنه فمِل عن منهج الكذبِوعندنا أنّهم أبناء فاطمة وهو الصحيح بلا شكّ ولا ريب . ( جناية الأكوع : 28 ) وقال
--------------- صفحة رقم 41 --------------
الحافظ البدخشاني : وآل العباء عبارة عن هؤلاء لأنّه صحّ عن عائشة وأُمّ سلمة وغيرهما بروايات كثيرة أنّ النبيّ e جلّل هؤلاء الأربعة بكساء كان عليه ، ثمّ قال : ) إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ( .
وقال توفيق أبو علم : فالرأي عندي أنّ أهل البيت هم أهل الكساء : عليّ وفاطمة والحسن والحسين ومن خرج من سلالة الزهراء وأبي الحسنين رضي الله عنهم أجمعين ( أهل البيت : 92 ذيل الباب الأول ، و : 8 المقدّمة ) .
وقال في موضع الردّ على عبد العزيز البخاري : أمّا قوله : إنّ آية التطهير المقصود منها الأزواج ، فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أنّ المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الأزواج ( أهل البيت : 35 الباب الأول ) .
وقال : وأمّا ما يتمسك به الفريق الاعم والاكبر من المفسّرين فيتجلى فيما روي عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله e : ( نزلت هذه الآية في خمسة فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة ) ( أهل البيت : 13 الباب الأول ) .
وقال الشوكاني في إرشاد الفحول في الردّ على من قال أنّها مختصة بالنّساء : ويجاب عن هذا بأنّه قد ورد بالدليل الصحيح أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسنين ( إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق في علم الاصول : 83 البحث الثامن من المقصد الثالث ، وأهل البيت لتوفيق أبو علم : 36 الباب الأول ) .
وقال أحمد بن محمّد الشامي : وقد أجمعت امّهات كتب السنّة وجميع كتب الشيعة على أنّ المراد بأهل البيت في آية التطهير النبيّ e وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ؛ لأنّهم الذين فسرّ بهم رسول اللهeالمراد بأهل البيت في الآية ، وكلّ قول يخالف قول رسول الله e من بعيد أو قريب مضروبٌ به عرض الحائط ، وتفسير الرسول eأولى من تفسير غيره ؛ إذ لا أحد أعرف منه بمراد ربّه ( جناية الأكوع : 125 الفصل السادس ) .
وقال الشيخ الشبلنجي : هذا ويشهد للقول بأنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين ما وقع منه e حين أراد المباهلة ، هو ووفد نجران كما ذكره المفسِّرون ( نور الأبصار : 122 ط . الهند و 223 ط . قم ، الباب الثاني مناقب الحسن والحسين ) .
وقال الشيخ السندي في كتابه ( دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب ) : وهذا التحقيق في تفسير ( أهل البيت ) يعيّن المراد منهم في آية التطهير ؛ مع نصوص كثيرة من الأحاديث الصحاح المنادية على أنّ المراد منهم الخمسة الطاهرة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ؛ ولنا وريقات في تحقيق ذلك مجلّد في دفترنا يجب على طالب الحقّ الرجوع إليه ( عنه
--------------- صفحة رقم 42 --------------
عبقات الأنوار : 1 350 ط . قم ، و 911 ط . إصبهان قسم حديث الثّقلين ) .
وقال الرفاعي : وقيل عليّ وفاطمة وابناهما ، وهو المعتمد الذي عليه جمهور العلماء ( المشرع الروي : 1 17 ) .
وقال الدكتور عبّاس العقاد : واختلف المفسرون فيمن هم أهل البيت :
أمّا الفخر الرازي في تفسيره ( 6 783 ) ، والزمخشري في كشافه ، والقرطبي في تفسيره ، وفتح القدير للشوكاني ، والطبري في تفسيره ، والسيوطي في الدر المنثور ( 5 169 ) ، وابن حجر العسقلاني في الاصابة ( 4 407 ) ، والحاكم في المستدرك ، والذّهبي في تلخيصه ( 3 146 ) ، والإمام أحمد في الجزء الثالث صفحة : 259 ؛ فقد قالوا جميعاً : إنّ أهل البيت هم عليّ والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين رضي الله عنهم . وأخذ بذكر الأدلة . ( فاطمة الزهراء للعقاد : 70 ط . مصر دار المعارف الطبعة الثالثة . ) .
وقال آخرون : عنى به رسول الله صلّى الله عليه علياً وفاطمة والحسن والحسين ج .
وأخبرني عقيل بن محمّد الجرجاني عن المعافى بن زكريا البغدادي ، عن محمّد بن جرير ، حدّثني بن المثنى عن بكر بن يحيى بن ريان الغبري ، عن مسدل ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله e ( نزلت هذه الآية فيَّ وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ( ) .
وأخبرنا أبو عبدالله بن فنجويه قال : أخبرني أبو بكر بن مالك القطيعي ، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله بن نمير ، عن عبدالملك يعني ابن أبي سليمان ، عن عطاء بن أبي رباح ، حدّثني من سمع أُمّ سلمة تذكر أنّ النبييّ e كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي زوجكِ وابنَيْكِ ، قالت : فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ، قالت : وأنا في الحجرة أُصلّي فأنزل الله تعالى هذه الآية : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً ( .
قالت : فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهبْ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : إنّك إلى خير ، إنَّكِ إلى خير .
وأخبرني الحسين بن محمد بن عبدالله الثقفي ، عن عمر بن الخطّاب ، عن عبدالله بن الفضل ، عن الحسن بن علي ، عن يزيد بن هارون ، عن العوّام بن حوشب ، حدّثني ابن عمّ لي
--------------- صفحة رقم 43 --------------
من بني الحرث بن تيم الله يقال له : ( مجمع ) ، قال : دخلت مع أُمّي على عائشة ، فسألَتها أُمّي ، فقالت : أرأيت خروجك يوم الجمل ؟ قالت : إنّه كان قدراً من الله سبحانه ، فسألتها عن علي ، فقالت : تسأليني عن أحبّ النّاس كان إلى رسول الله صلّى الله عليه ، وزوج أحبّ الناس كان إلى رسول الله ، لقد رأيت عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً جمع رسول الله صلّى الله عليه بثوب عليهم ثمّ قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً .
قالت : فقلت : يا رسول الله أنا مِن أهلك ؟ قال : تنحّي فإنّكِ إلى خير .
وأخبرني الحسين بن محمّد عن أبي حبيش المقرئ قال : أخبرني أبو القاسم المقرئ قال : أخبرني أبو زرعة ، حدّثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ، أخبرني ابن أبي فديك حدّثني ابن أبي مليكة عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الطيّار عن أبيه ، قال : لمّا نظر رسول الله e إلى الرحمة هابطة من السماء قال : من يدعو ؟ مرّتين ، فقالت زينب : أنا يارسول الله ، فقال : أُدعي لي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين . قال : فجعل حسناً عن يمناه وحسيناً عن يسراه وعليّاً وفاطمة وجاهه ثمّ غشاهم كساءً خيبريّاً . ثمّ قال : اللّهم لكلّ نبيّ أهل ، وهؤلاء أهلي ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ( الآية .
فقالت زينب : يا رسول الله ألا أدخل معكم ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه : ( مكانكِ فإنّكِ إلى خير إن شاء الله ) .
وأخبرني الحسين بن محمد عن عمر بن الخطّاب عن عبدالله بن الفضل قال : أخبرني أبو بكر بن أبي شيبة عن محمّد بن مصعب عن الأوزاعي ، عن عبدالله بن أبي عمّار قال : دخلت على وائلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليّاً فشتموه فشتمته ، فلمّا قاموا قال لي : أشتمت هذا الرجل ؟ قلت : قد رأيت القوم قد شتموه فشتمته معهم .
فقال : ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه ؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجّه إلى رسول الله صلّى الله عليه فجلست فجاء رسول الله
e ومعه علي والحسن والحسين كلّ واحد منهما آخذ بيده حتى دخل ، فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه ، ثمّ لفَّ عليهم ثوبه أو قال كساءه ، ثمّ تلا هذه الآية : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً ( ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ .
--------------- صفحة رقم 44 --------------
وقيل : هم بنو هاشم . أخبرني ابن فنجويه عن ابن حبيش المقرئ عن محمّد بن عمران قال : حدّثنا أبو كريب قال : أخبرني وكيع عن أبيه عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله e أُنشدكم الله في أهل بيتي مرّتين ، قلنا لزيد بن أرقم ومَنْ أهل بيته ؟ قال : الذين يحرمون الصدقة آل علي وآل عبّاس وآل عقيل وآل جعفر .
وأخبرني أبو عبدالله ، قال : أخبرني أبو سعيد أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي عن أحمد بن عبد الرحمن الشبلي أبو عبد الرحمن قال : أخبرني أبو كريب عن معاوية بن هشام عن يونس بن أبي إسحاق عن نفيع أبي داود عن أبي الحمراء قال : أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد ، وكان رسول الله صلّى الله عليه يجيء كلّ غداة فيقوم على باب علي وفاطمة فيقول الصلاة ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً ( .
وأخبرني أبو عبدالله ، حدّثني عبدالله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، عن محمّد بن إبراهيم ابن زياد الرازي ، عن الحرث بن عبدالله الخازن ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية ابن الربعي ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله e ( قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً ، فذلك قوله عزّ وجلّ : ) وَأَصْحَاب اليَمينِ مَا أَصْحَابُ اليَمين ( فأنا خير أصحاب اليمين ) .
ثمّ جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله : ) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( فأنا من السابقين ( وأنا من خير السابقين ) ثمّ جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله : ) وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبَاً وَقَبائِلَ ( الآية ، وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر .
ثمّ جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً (
أقوال المفسِّرين والعلماء باختصاصها بأصحاب الكساء
قال أبو بكر النقّاش في تفسيره : أجمع أكثر أهل التّفسير أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ( جواهر العقدين : 198 الباب الأول ، وتفسير آية المودّة : 112 ) .
وقال سيدي محمّد بن أحمد بنيس في شرح همزيّة البوصيري : ( إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ) أكثر المفسِّرين أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسنين رضي الله عنهم ( لوامع أنوار الكوكب الدرّي : 2 86 ) .
وقال العلاّمة سيدي محمّد جسوس في شرح الشمائل : ( . . . ثمّ جاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معهم ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليّ فأدخله ثمّ قال : ( إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ) ) وفي ذلك إشارة إلى أنّهم المراد بأهل البيت في الآية ) ( شرح الشمائل المحمدية : 1 107 ذيل باب ما جاء في لباس رسول الله ) .
وقال السمهودي : وقالت فرقة ، منهم الكلبيّ : هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين خاصّة ، للأحاديث المتقدمة ( جواهر العقدين : 198 الباب الأول ) .
وقال الطّحاوي في مشكل الآثار بعد ذكر أحاديث الكساء : فدلّ ما روينا في هذه الآثار ممّا كان من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أمّ سلمة ممّا ذكرنا فيها ، لم يرد أنّها كانت
--------------- صفحة رقم 37 --------------
ممّا اريد به ممّا في الآية المتلوّة في هذا الباب ، وأنّ المراد بما فيها هم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين دون ما سواهم ( مشكل الآثار : 1 230 ح 782 باب 106 ما روي عن النبيّ في الآية ) .
وقال بعد ذكر أحاديث تلاوة النبيّ e الآية على باب فاطمة : في هذا أيضاً دليل على أنّ هذه فيهم ( مشكل الآثار : 1 231 ح 785 باب 106 ما روي عن النبيّ في الآية ) .
وقال الفخر الرازي : وأنا أقول : آل محمّد e هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكلّ من كان أمرهم إليه أشدّ وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شكّ أنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول الله e أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنّقل المتواتر ؛ فوجب أن يكونوا هم الآل .
أيضاً اختلف النّاس في الآل ، فقيل : هم الأقارب ، وقيل : هم امّته ، فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمّة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ؛ فثبت أنّ على جميع التقديرات هم الآل ، وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل ؟
فمختلف فيه ، وروى صاحب الكشاف أنّه لمّا نزلت هذه الآية ( المودّة ) قيل : يا رسول الله e ؛ مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟
فقال e : ( عليّ وفاطمة وابناهما ) ، فثبت أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبيّ e ؛ وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التّعظيم ويدلّ عليه وجوه . . ) الخ ( تفسير الفخر الرازي : 27 166 مورد آية المودّة من سورة الشورى ) .
وقال في موضع آخر : واختلفت الأقوال في أهل البيت ، والأولى أن يقال : هم أولاده وأزواجه والحسن والحسين منهم وعليّ منهم ؛ لأنّه كان من أهل بيته بسبب معاشرته بنت النبيّ وملازمته للنبيّ e ( تفسير الفخر الرازي : 25 209 ) .
وقال أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي : ( والذي قال به الجماهير من العلماء ، وقطع به أكابر الأئمّة ، وقامت به البراهين وتظافرت به الأدلّة أنّ أهل البيت المرادين في الآية هم سيّدنا عليّ وفاطمة وابناهما . . . وما كان تخصيصهم بذلك منه صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ عن أمر إلهيّ ووحي سماويّ . . . والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وبما أوردته منها يعلم قطعاً أنّ المراد بأهل البيت في الآية هم عليّ وفاطمة وابناهما رضوان الله عليهم ، ولا التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أنّ تخصيص الخمسة المذكورين عليهم السلام بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة ، لأنّ ذلك محض تهوّر يقتضي بالعجب ، وبما سبق من الأحاديث وما في كتب أهل السنّة السنيّة يسفر الصبح لذي عينين إلى أن يقول وقد أجمعت الأُمّة على ذلك فلا حاجة
--------------- صفحة رقم 38 --------------
لإطالة الاستدلال له ) ( رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبيّ الهادي : 13 14 16 ط . مصر و 23 و 40 ط . بيروت الباب الأول ذكر تفضيلهم بما أنزل الله في حقّهم من الآيات ) .
وقال ابن حجر : ) إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِرَكُمْ تَطْهِيْرَا ( ( الأحزاب : 33 ) أكثر المفسّرين على أنها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( الصواعق المحرقة : 143 ط . مصر ، وط . بيروت : 220 الباب الحادي عشر ، في الآيات الواردة فيهم ، الآية الاولى ) .
وقال في موضع آخر بعد تصحيح الصلاة على الآل : . . فالمراد بأهل البيت فيها وفي كلّ ما جاء في فضلهم أو فضل الآل أو ذوي القربى جميع آله e وهم مؤمنو بني هاشم والمطّلب ، وبه يعلم أنّه e قال ذلك كلّه ( مراده الروايات التي حذفت الآل كما في الصحيحين ، والروايات التي اثبتت الآل ) فحفظ بعض الرواة مالم يحفظه الآخر ، ثمّ عَطْف الأزواج والذرّيّة على الآل في كثير من الروايات يقتضي أنّهما ليسا من الآل ، وهو واضح في الأزواج بناءً على الأصحّ في الآل أنّهم مؤمنو بني هاشم والمطّلب ، وأمّا الذرّيّة فمن الآل على سائر الأقوال ، فذكرهم بعد الآل للإشارة إلى عظيم شرفهم ( الصواعق المحرقة : 146 ط . مصر و 224 225 ط . بيروت ، باب 11 ، الآيات النازلة فيهم الآية الثانية ) .
وقال النووي في شرح صحيح مسلم : وأمّا قوله في الرواية الاخرى : ( نساؤه مِن أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) .
قال : وفي الرواية الاخرى : ( فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ) .
فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنّه قال : ( نساؤه لسن من أهل بيته ) ، فَتُتَأول الرواية الاولى على أنّ المراد أنهنّ من أهل بيته الذين يسكنونه ويعولهم . . . ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة ( صحيح مسلم بشرح النووي : 15 175 ح 6175 كتاب الفضائل فضائل عليّ ) .
وقال السمهودي : وحكى النووي في شرح المهذّب وجهاً آخر لأصحابنا : أنّهم عترته الذين ينسبون إليه e قال : وهم أولاد فاطمة ونسلهم أبداً ، حكاه الأزهري وآخرون عنه . انتهى .
وحكاه بعضهم بزيادة أدخل الأزواج ( جواهر العقدين : 211 الباب الأول ، وبهامشه : شرح المهذب : 3 448 ) .
وقال الإمام مجد الدين الفيروز آبادي : المسألة العاشرة : هل يدخل في مثل هذا الخطاب ( الصلاة على النبيّ ) النّساء ؟ ذهب جمهور الأُصوليين أنّهنّ لا يدخلن ، ونصّ عليه
--------------- صفحة رقم 39 --------------
الشافعي ، وانتُقد عليه ، وخطىء المنتقد ( الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر : 32 الباب الأول ) .
وقال الملاّ عليّ القاري : الأصحّ أنّ فضل أبنائهم على ترتيب فضل آبائهم إلاّ أولاد فاطمة رضي الله تعالى عنها فإنّهم يفضّلون على أولاد أبي بكر وعمر وعثمان ؛ لقربهم من رسول الله e ؛ فهم العترة الطاهرة والذرّيّة الطيّبة الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا ( شرح كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة : 210 مسألة في تفضيل أولاد الصحابة ) .
وقال السمهودي بعد ذكر الأحاديث في إقامة النبيّ آله مقام نفسه وذكر آية المباهلة وأنّها فيهم : وهؤلاء هم أهل الكساء ، فهم المراد من الآيتين ( المباهلة والتطهير ) ( جواهر العقدين : 204 الباب الأول ) .
وقال الحمزاوي : واستدلّ القائل على عدم العموم بما روي من طرق صحيحة : ( أنّ رسول الله e جاء ومعه عليّ وفاطمة والحسن والحسين . . ) وذكر أحاديث الكساء ، إلى أن قال : ويحتمل أنّ التّخصيص بالكساء لهؤلاء الأربع لأمر إلهيّ يدلّ له حديث أمّ سلمة ، قالت : ( فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي ) ( مشارق الأنوار للحمزاوي : 113 الفصل الخامس من الباب الثالث فضل أهل البيت ) .
وقال القسطلاني : ان الراجح أنّهم من حرمت عليهم الصدقة ، كما نص عليه الشافعي واختاره الجمهور ويؤيده قوله صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن عليّ : إنّا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة ، وقيل المراد بآل محمّد أزواجه وذرّيّته .
ثمّ ذكر بعد ذلك كلام ابن عطيّة فقال : الجمهور على أنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين وحجتهم ( عنكم ويطهِّركم ) بالميم ( المواهب اللدنية : 2 517 529 الفصل الثاني من المقصد السابع ) .
وقال أبو منصور ابن عساكر الشافعي : بعد ذكر قول أُمّ سلمة : ( وأهل البيت رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ) هذا حديث صحيح . . . والآية نزلت خاصّة في هؤلاء المذكورين ( كتاب الأربعين في مناقب أمّهات المؤمنين : 106 ح 36 ذكر ما ورد في فضلهنّ جميعاً ) .
وقال ابن بلبان ( المتوفى 739 ه ) في ترتيب صحيح ابن حبّان : ذكر الخبر المصرّح بأنّ هؤلاء الأربع الذين تقدّم ذكرنا لهم هم أهل بيت المصطفى e ثمّ ذكر حديث نزول الآية فيهم عن واثلة ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : 9 61 ح 6937 كتاب المناقب ، ويأتي الحديث بتمامه ) .
--------------- صفحة رقم 40 --------------
وقال ابن الصبّاغ من فصوله : أهل البيت على ما ذكر المفسِّرون في تفسير آية المباهلة ، وعلى ما روي عن أُمّ سلمة : هم النبيّ e وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ( مقدّمة المؤلف : 22 ) .
وقال الحاكم النيشابوري بعد حديث الكساء والصلاة على الآل وأنّه فيهم : إنّما خرّجته ليعلم المستفيد أنّ أهل البيت والآل جميعاً هم ( المستدرك : 3 148 كتاب المعرفة ذكر مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) ) .
وقال الحافظ الكنجي : الصحيح أنّ أهل البيت عليّ وفاطمة والحسنان ( كفاية الطالب : 54 الباب الأول ) .
وقال القندوزي في ينابيعه : أكثر المفسِّرين على أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم ويطهِّركم ( ينابيع المودّة : 1 294 ط . اسلامبول 1301 ه و 352 ط . النجف ، باب 59 الفصل الرابع ) .
وقال محبّ الدّين الطبري : باب في بيان أنّ فاطمة والحسن والحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالى : ) إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ( وتجليله e إيّاهم بكساء ودعائه لهم ( ذخائر العقبى : 21 ) .
وقال السخاوي في القول البديع في بيان صيغة الصلاة في التشهّد : فالمرجع أنّهم من حرمت عليهم الصدقة ، وذكر أنّه اختيار الجمهور ونصّ الشافعي ، وأنّ مذهب أحمد أنّهم أهل البيت ، وقيل : المراد أزواجه وذرّيّته . . . ( عن هامش الصواعق المحرقة لعبد الوهاب عبد اللطيف : 146 ط . مصر 1385 ه ) .
وقال القاسمي : ولكن هل أزواجه من أهل بيته ؟ على قولين هما روايتان عن أحمد : أحدهما أنّهنّ لسن من أهل البيت ، ويروى هذا عن زيد بن أرقم ( تفسير القاسمي المسمّى محاسن التأويل : 13 4854 مورد الآية ط . مصر عيسى الحلبي ) .
وقال الآلوسي : وأنت تعلم أنّ ظاهر ما صحّ من قوله e : ( إنّي تارك فيكم خليفتين وفي رواية ثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ) . يقتضي أنّ النّساء المطهَّرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثّقلين ( تفسير روح المعاني : 12 24 مورد الآية ) .
وقال الشاعر الحسن بن عليّ بن جابر الهبل في ديوانه : آل النّبيّ همُ أتباع ملّته من مؤمني رهطه الأدنون في النّسبِهذا مقال ابن إدريس الذي روت ال أعلام عنه فمِل عن منهج الكذبِوعندنا أنّهم أبناء فاطمة وهو الصحيح بلا شكّ ولا ريب . ( جناية الأكوع : 28 ) وقال
--------------- صفحة رقم 41 --------------
الحافظ البدخشاني : وآل العباء عبارة عن هؤلاء لأنّه صحّ عن عائشة وأُمّ سلمة وغيرهما بروايات كثيرة أنّ النبيّ e جلّل هؤلاء الأربعة بكساء كان عليه ، ثمّ قال : ) إنّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَا ( .
وقال توفيق أبو علم : فالرأي عندي أنّ أهل البيت هم أهل الكساء : عليّ وفاطمة والحسن والحسين ومن خرج من سلالة الزهراء وأبي الحسنين رضي الله عنهم أجمعين ( أهل البيت : 92 ذيل الباب الأول ، و : 8 المقدّمة ) .
وقال في موضع الردّ على عبد العزيز البخاري : أمّا قوله : إنّ آية التطهير المقصود منها الأزواج ، فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أنّ المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الأزواج ( أهل البيت : 35 الباب الأول ) .
وقال : وأمّا ما يتمسك به الفريق الاعم والاكبر من المفسّرين فيتجلى فيما روي عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله e : ( نزلت هذه الآية في خمسة فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة ) ( أهل البيت : 13 الباب الأول ) .
وقال الشوكاني في إرشاد الفحول في الردّ على من قال أنّها مختصة بالنّساء : ويجاب عن هذا بأنّه قد ورد بالدليل الصحيح أنّها نزلت في عليّ وفاطمة والحسنين ( إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق في علم الاصول : 83 البحث الثامن من المقصد الثالث ، وأهل البيت لتوفيق أبو علم : 36 الباب الأول ) .
وقال أحمد بن محمّد الشامي : وقد أجمعت امّهات كتب السنّة وجميع كتب الشيعة على أنّ المراد بأهل البيت في آية التطهير النبيّ e وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ؛ لأنّهم الذين فسرّ بهم رسول اللهeالمراد بأهل البيت في الآية ، وكلّ قول يخالف قول رسول الله e من بعيد أو قريب مضروبٌ به عرض الحائط ، وتفسير الرسول eأولى من تفسير غيره ؛ إذ لا أحد أعرف منه بمراد ربّه ( جناية الأكوع : 125 الفصل السادس ) .
وقال الشيخ الشبلنجي : هذا ويشهد للقول بأنّهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين ما وقع منه e حين أراد المباهلة ، هو ووفد نجران كما ذكره المفسِّرون ( نور الأبصار : 122 ط . الهند و 223 ط . قم ، الباب الثاني مناقب الحسن والحسين ) .
وقال الشيخ السندي في كتابه ( دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب ) : وهذا التحقيق في تفسير ( أهل البيت ) يعيّن المراد منهم في آية التطهير ؛ مع نصوص كثيرة من الأحاديث الصحاح المنادية على أنّ المراد منهم الخمسة الطاهرة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ؛ ولنا وريقات في تحقيق ذلك مجلّد في دفترنا يجب على طالب الحقّ الرجوع إليه ( عنه
--------------- صفحة رقم 42 --------------
عبقات الأنوار : 1 350 ط . قم ، و 911 ط . إصبهان قسم حديث الثّقلين ) .
وقال الرفاعي : وقيل عليّ وفاطمة وابناهما ، وهو المعتمد الذي عليه جمهور العلماء ( المشرع الروي : 1 17 ) .
وقال الدكتور عبّاس العقاد : واختلف المفسرون فيمن هم أهل البيت :
أمّا الفخر الرازي في تفسيره ( 6 783 ) ، والزمخشري في كشافه ، والقرطبي في تفسيره ، وفتح القدير للشوكاني ، والطبري في تفسيره ، والسيوطي في الدر المنثور ( 5 169 ) ، وابن حجر العسقلاني في الاصابة ( 4 407 ) ، والحاكم في المستدرك ، والذّهبي في تلخيصه ( 3 146 ) ، والإمام أحمد في الجزء الثالث صفحة : 259 ؛ فقد قالوا جميعاً : إنّ أهل البيت هم عليّ والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين رضي الله عنهم . وأخذ بذكر الأدلة . ( فاطمة الزهراء للعقاد : 70 ط . مصر دار المعارف الطبعة الثالثة . ) .
وقال آخرون : عنى به رسول الله صلّى الله عليه علياً وفاطمة والحسن والحسين ج .
وأخبرني عقيل بن محمّد الجرجاني عن المعافى بن زكريا البغدادي ، عن محمّد بن جرير ، حدّثني بن المثنى عن بكر بن يحيى بن ريان الغبري ، عن مسدل ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله e ( نزلت هذه الآية فيَّ وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ( ) .
وأخبرنا أبو عبدالله بن فنجويه قال : أخبرني أبو بكر بن مالك القطيعي ، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله بن نمير ، عن عبدالملك يعني ابن أبي سليمان ، عن عطاء بن أبي رباح ، حدّثني من سمع أُمّ سلمة تذكر أنّ النبييّ e كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي زوجكِ وابنَيْكِ ، قالت : فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ، قالت : وأنا في الحجرة أُصلّي فأنزل الله تعالى هذه الآية : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً ( .
قالت : فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهبْ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً . قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : إنّك إلى خير ، إنَّكِ إلى خير .
وأخبرني الحسين بن محمد بن عبدالله الثقفي ، عن عمر بن الخطّاب ، عن عبدالله بن الفضل ، عن الحسن بن علي ، عن يزيد بن هارون ، عن العوّام بن حوشب ، حدّثني ابن عمّ لي
--------------- صفحة رقم 43 --------------
من بني الحرث بن تيم الله يقال له : ( مجمع ) ، قال : دخلت مع أُمّي على عائشة ، فسألَتها أُمّي ، فقالت : أرأيت خروجك يوم الجمل ؟ قالت : إنّه كان قدراً من الله سبحانه ، فسألتها عن علي ، فقالت : تسأليني عن أحبّ النّاس كان إلى رسول الله صلّى الله عليه ، وزوج أحبّ الناس كان إلى رسول الله ، لقد رأيت عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً جمع رسول الله صلّى الله عليه بثوب عليهم ثمّ قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً .
قالت : فقلت : يا رسول الله أنا مِن أهلك ؟ قال : تنحّي فإنّكِ إلى خير .
وأخبرني الحسين بن محمّد عن أبي حبيش المقرئ قال : أخبرني أبو القاسم المقرئ قال : أخبرني أبو زرعة ، حدّثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ، أخبرني ابن أبي فديك حدّثني ابن أبي مليكة عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الطيّار عن أبيه ، قال : لمّا نظر رسول الله e إلى الرحمة هابطة من السماء قال : من يدعو ؟ مرّتين ، فقالت زينب : أنا يارسول الله ، فقال : أُدعي لي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين . قال : فجعل حسناً عن يمناه وحسيناً عن يسراه وعليّاً وفاطمة وجاهه ثمّ غشاهم كساءً خيبريّاً . ثمّ قال : اللّهم لكلّ نبيّ أهل ، وهؤلاء أهلي ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ( الآية .
فقالت زينب : يا رسول الله ألا أدخل معكم ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه : ( مكانكِ فإنّكِ إلى خير إن شاء الله ) .
وأخبرني الحسين بن محمد عن عمر بن الخطّاب عن عبدالله بن الفضل قال : أخبرني أبو بكر بن أبي شيبة عن محمّد بن مصعب عن الأوزاعي ، عن عبدالله بن أبي عمّار قال : دخلت على وائلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليّاً فشتموه فشتمته ، فلمّا قاموا قال لي : أشتمت هذا الرجل ؟ قلت : قد رأيت القوم قد شتموه فشتمته معهم .
فقال : ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه ؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجّه إلى رسول الله صلّى الله عليه فجلست فجاء رسول الله
e ومعه علي والحسن والحسين كلّ واحد منهما آخذ بيده حتى دخل ، فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه ، ثمّ لفَّ عليهم ثوبه أو قال كساءه ، ثمّ تلا هذه الآية : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً ( ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ .
--------------- صفحة رقم 44 --------------
وقيل : هم بنو هاشم . أخبرني ابن فنجويه عن ابن حبيش المقرئ عن محمّد بن عمران قال : حدّثنا أبو كريب قال : أخبرني وكيع عن أبيه عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله e أُنشدكم الله في أهل بيتي مرّتين ، قلنا لزيد بن أرقم ومَنْ أهل بيته ؟ قال : الذين يحرمون الصدقة آل علي وآل عبّاس وآل عقيل وآل جعفر .
وأخبرني أبو عبدالله ، قال : أخبرني أبو سعيد أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي عن أحمد بن عبد الرحمن الشبلي أبو عبد الرحمن قال : أخبرني أبو كريب عن معاوية بن هشام عن يونس بن أبي إسحاق عن نفيع أبي داود عن أبي الحمراء قال : أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد ، وكان رسول الله صلّى الله عليه يجيء كلّ غداة فيقوم على باب علي وفاطمة فيقول الصلاة ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً ( .
وأخبرني أبو عبدالله ، حدّثني عبدالله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، عن محمّد بن إبراهيم ابن زياد الرازي ، عن الحرث بن عبدالله الخازن ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن عباية ابن الربعي ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله e ( قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً ، فذلك قوله عزّ وجلّ : ) وَأَصْحَاب اليَمينِ مَا أَصْحَابُ اليَمين ( فأنا خير أصحاب اليمين ) .
ثمّ جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله : ) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( فأنا من السابقين ( وأنا من خير السابقين ) ثمّ جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله : ) وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبَاً وَقَبائِلَ ( الآية ، وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر .
ثمّ جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله : ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيرَاً (